جراحة إعتام عدسة العين أو عملية المياه البيضاء من أكثر العمليات الجراحية شيوعًا حول العالم. ورغم أنها آمنة وفعالة، إلا أن هناك احتمال حدوث مضاعفات.
خلال العملية، يستبدل الأطباء عدسة العين الطبيعية المعتمة بعدسة اصطناعية داخل العين.
أحد مخاطر جراحة إعتام عدسة العين هو تحرك عدسة العين من مكانها داخل العين. قد يحدث هذا مباشرة بعد جراحة إعتام عدسة العين، أو في بعض الأحيان بعد سنوات. في هذه الحالة، تتحرك العدسة المزروعة بعيدًا عن موضعها الطبيعي.
يمكن أن يُسبب تحرك عدسة العين بعد العملية داخل العين مشاكل في الرؤية ومضاعفات أخرى.
ننصحك بمعرفة أعراض تحرك العدسة بعد عملية المياه البيضاء وأسبابها ومعرفة كيفية التعامل معها وتجنبها.
ما هي أسباب تحرك عدسة العين من مكانها؟
في معظم حالات تحرك عدسة العين بعد العملية، يوجد عامل أساسي وراءها وهو الالتهابات والعدوى مثل التهاب القزحية، الذي يؤدي إلى تورم أنسجة العين وضغطها على العدسة حتى تفقد استقرارها.
وتشمل الأسباب الأخرى ما يلي:
- الصدمة المباشرة: إصابات العين الناتجة عن قوة حادة أو حوادث قد تُضعف الهياكل التي تثبّت العدسة.
- الاضطرابات الوراثية: مثل متلازمة مارفان وبيلة الهوموسيستين، حيث تُضعف هذه الحالات الأنسجة الضامة وتزيد احتمالية خلع العدسة.
- متلازمة التقشر الكاذب: تؤدي إلى تراكم مواد على العدسة والأنسجة المحيطة بها، ما يسبب عدم استقرارها وتحرك عدسة العين من مكانها.
- جراحات سابقة للشبكية أو الجسم الزجاجي: قد ترفع هذه العمليات من خطر تحرك عدسة العين من مكانها الطبيعي.
- ضعف النُطُق (Zonules): وهي الألياف التي تثبّت العدسة في مكانها، وقد تضعف أو تتلف بسبب التقدم في العمر أو الجراحة أو بعض الأمراض.
- مضاعفات جراحة المياه البيضاء: أحيانًا قد تتحرك العدسة الطبيعية أو العدسة المزروعة كأحد المضاعفات بعد العملية.
- قصر النظر الشديد: حيث يُعتبر من أبرز عوامل الخطورة لخلع وتحرك عدسة العين من مكانها.
- التهاب العين: الالتهابات المزمنة في طبقات العين العميقة قد تؤدي إلى ضعف الهياكل الداعمة للعدسة وتحركها.
ما هي أعراض تحرك العدسة بعد عملية المياه البيضاء؟
قد يُسبب تحرك عدسة العين بعد العملية أعراضًا في العين وتغيرات في الرؤية. لكن بعض الأشخاص لا يعانون من أي أعراض على الإطلاق، ولا يكتشفون إصابتهم بخلع عدسة العين إلا أثناء فحص العين الروتيني.
مع ذلك، إذا خضعت لجراحة إعتام عدسة العين ولاحظت أيًا من هذه الأعراض، حتى لو كانت لفترة قصيرة، فاستشر طبيب العيون في أقرب وقت ممكن. وتشمل أعراض تحرك العدسة المزروعة من مكانها:
1- تشوش الرؤية
يُعد تشوش الرؤية علامةً شائعةً على تحرك عدسة العين من مكانها. عندما تكون العدسة في وضع غير صحيح، تصبح غير قادرة على تركيز الضوء على شبكية العين؛ مما يؤدي إلى عدم وضوح الرؤية. وقد يتذبذب عدم وضوح الرؤية على مدار اليوم.
2- الرؤية المزدوجة في عين واحدة
عندما تتحرك العدسة الاصطناعية قليلاً عن موضعها الطبيعي، قد يعاني المريض من رؤية مزدوجة في عين واحدة فقط.
كما يُعرف بالـ”صور الشبحية”، وهي صورة ثانية غير مكتملة تحيط بالجسم المرئي. عادةً ما يختفي هذا الاضطراب البصري بمجرد إغلاق العين التي تحتوي على العدسة الاصطناعية والنظر بالعين السليمة فقط.
3- رؤية حافة العدسة
في بعض حالات خلع وتحرك عدسة العين من مكانها، يرى المريض حافة العدسة الاصطناعية. وغالبًا ما يحدث ذلك في أوضاع معينة مثل الاستلقاء، حيث تؤثر الجاذبية على موضع العدسة.
كما تزداد احتمالية رؤية الحافة في الإضاءة الخافتة بسبب اتساع حدقة العين. أحيانًا يظهر هذا الأثر بشكل متقطع فقط عندما ينعكس الضوء على العدسة بزاوية معينة.
4-ألم العين
أحد أعراض تحرك العدسة المزروعة من مكانها هو الشعور بألم داخل العين نتيجة احتكاك العدسة المخلوعة بالقزحية.
قد يسبب الاحتكاك التهابًا مؤلمًا وارتفاعًا في ضغط العين. وفي بعض الحالات، يصاحب الألم صداع يزيد من حدة الانزعاج.
5- الهالات والوهج
من أعراض تحرك عدسة العين من مكانها ظهور هالات أو وهج حول الأضواء. يتسبب خلع عدسة العين في تشتت الضوء، مما يُؤدي إلى وهج قوي. وبالتالي، ستجد صعوبة في الرؤية بوضوح.
الهالات والوهج من الأعراض المألوفة مع إعتام عدسة العين. لكن إذا ظهرت هذه الأعراض من جديد بعد الخضوع للجراحة، فقد تكون مؤشرًا على تحرك العدسة من مكانها.
6- حساسية الضوء
أحد أعراض تحرك عدسة العين من مكانها هو الصعوبة في مواجهة حتى الأضواء الداخلية العادية وضوء الشمس كذلك.
قد تجد نفسك تتجنب الأماكن الساطعة أو ترتدي النظارات الشمسية في الداخل لتجنب هذا العرض.
7- الإحساس بحركة العين
قد يصف بعض المرضى الذين يعانون من خلع عدسة العين شعورًا مميزًا بـ تحرك العدسة داخل العين.
غالبًا ما يشبه هذا الإحساس الطفو، ويزداد وضوحًا عند تغيير وضعية الرأس.
- إحساس غير مألوف: قد يصفه البعض كاهتزاز خفيف أو حركة غير طبيعية داخل العين.
- ارتباط بالأعراض الأخرى: أحيانًا يترافق هذا الشعور مع أعراض إضافية، خصوصًا بعد القيام بمجهود بدني أو نشاط قوي.
8- فقدان مفاجئ للرؤية
قد يشكل تحرك عدسة العين بعد العملية في غير موضعها إصابة تهدد الرؤية، وقد تؤدي إلى فقدان البصر بسبب ارتفاع ضغط العين الداخلي.
أشكال تحرك عدسة العين من مكانها
قد يختلف تحرك عدسة العين الاصطناعية (IOL) من مريض لآخر حسب موضع العدسة ودرجة تحركها، فقد يكون التحرك جزئيًا أو كاملًا. وتشمل أبرز الأشكال ما يلي:
- الخلع داخل الكيس: تتحرك العدسة مع الكيس الكبسولي بالكامل نتيجة ضعف أو تمزق في الأنسجة الداعمة.
- الخلع خارج الكيس: تخرج العدسة من الكبسولة الخلفية وتتحرك إلى الحجرة الأمامية أو الخلفية للعين.
- الخلع في الحجرة الأمامية: تستقر العدسة بين القرنية والقزحية.
- الخلع في الحجرة الخلفية / التجويف الزجاجي الأمامي: تنزلق العدسة إلى الفراغ الواقع بين القزحية والشبكية.
- الخلع في عمق الجسم الزجاجي: تتحرك العدسة إلى داخل الجسم الزجاجي بين العدسة والشبكية.
- سقوط العدسة على الشبكية: في بعض الحالات القصوى قد تستقر العدسة مباشرة فوق الشبكية.
إلى جانب اختلاف أماكن تحرك العدسة داخل العين، يمكن أيضًا تصنيف الحالة بناءً على شدة الخلع أو مظهره، وذلك كالتالي:
- عدم التمركز: تتحرك العدسة قليلًا عن مكانها الطبيعي دون أن يضعف الكيس أو الألياف الداعمة.
- متلازمة غروب الشمس: شكل خاص من عدم التمركز، حيث تميل العدسة إلى أسفل العين وتستقر في الجزء السفلي.
- الخلع الجزئي: تخرج العدسة جزئيًا من مكانها، بحيث يظهر جزء منها خارج الكيس مع بقاء جزء آخر في موضعه.
- الخلع الكامل: تتحرك العدسة بالكامل إلى الأمام أو الخلف داخل العين.
اعتبارات أخرى
- الخلع المبكر والمتأخر: قد يحدث الخلع مباشرة بعد العملية بسبب تمزق الكبسولة أو ضعف تثبيت العدسة، أو قد يظهر بعد سنوات نتيجة ضعف تدريجي في الألياف الداعمة.
- درجات الخلع: تختلف شدة الحالة من خلع بسيط إلى شديد، وتُقيَّم الدرجة حسب مقدار تحرك العدسة.
كيفية تشخيص تحرك عدسة العين بعد العملية
إذا ظهرت أعراض تحرك العدسة بعد عملية المياه البيضاء حتى وإن مرّت سنوات. فيجب مراجعة طبيب العيون فورًا.
يجري الطبيب فحصاً شاملاً للعين يتضمن قياس النظر وضغط العين، مع استخدام قطرات لتوسيع الحدقة وفحص موقع العدسة بدقة.
وفي بعض الحالات، قد يلجأ إلى فحص العين بالموجات فوق الصوتية للحصول على صورة أوضح لمكان العدسة والتأكد مما إذا كانت المشكلة ناتجة عن خلع العدسة أم عن سبب آخر.
علاج تحرك عدسة العين
يعتمد علاج خلع العدسة على موقعها ودرجة شدتها، وتتراوح الخيارات بين المراقبة الطبية البسيطة والتدخل الجراحي.
- العلاج المحافظ: في بعض الحالات البسيطة، حيث يكون الخلع محدودًا ولا يؤثر بشكل ملحوظ على الرؤية، قد يكتفي الطبيب بمتابعة الحالة بشكل دوري من خلال فحوصات العين للتأكد من استقرار العدسة وعدم حدوث مضاعفات.
- التدخل الجراحي: عند تسبب الخلع في مشاكل بصرية واضحة أو مضاعفات خطيرة، قد يتطلب الأمر جراحة لإعادة تثبيت العدسة، أو استبدالها، أو إزالتها عبر عملية مثل استئصال الجسم الزجاجي.
- الرعاية بعد الجراحة: بعد العملية، يجب الالتزام بتعليمات الطبيب بدقة، والتي تشمل استخدام قطرات العين الموصوفة، والعناية بالعين، والالتزام بمواعيد المتابعة المنتظمة لضمان نجاح العلاج والوقاية من أي مضاعفات.
الوقاية من المضاعفات قبل وبعد عملية المياه البيضاء
لضمان تعافٍ آمن وسريع بعد عملية المياه البيضاء، من الضروري الالتزام بتعليمات الطبيب قبل الجراحة وبعدها، وتشمل:
قبل الجراحة:
- اتباع تعليمات ما قبل العملية: مثل استخدام القطرات الموصوفة أو التوقف عن بعض الأدوية عند الحاجة.
- مراجعة الأدوية: إبلاغ الطبيب بكل الأدوية التي تتناولها؛ لتفادي أي تعارض مع الجراحة.
- العناية بالنظافة: إزالة مكياج العيون ومنتجات التجميل لتقليل خطر العدوى أو التهيج.
- التقييم الطبي المسبق: إجراء فحص شامل قبل العملية للتأكد من ملاءمتها لحالتك الصحية.
بعد الجراحة:
- الالتزام بالأدوية: استخدام القطرات والضمادات في مواعيدها المحددة حسب تعليمات الطبيب.
- حماية العينين: ارتداء أغطية واقية خاصة أثناء النوم لمنع فرك العين عن غير قصد.
- الالتزام بنظام العلاج: استخدام قطرات العين بعد عملية المياه البيضاء بدقة للسيطرة على الالتهاب والوقاية من العدوى.
- تجنب الفرك أو اللمس: عدم لمس أو فرك العين لحماية الجرح من العدوى وتأخر الالتئام.
- الحد من الأنشطة الشاقة: مثل رفع الأشياء الثقيلة أو الانحناء لتجنب زيادة ضغط العين.
- تجنب المكياج والمنتجات التجميلية: حتى يسمح الطبيب باستعمالها مجددًا.
- اتباع احتياطات الاستحمام: تجنب وصول الماء أو الصابون للعينين والابتعاد عن تيارات الماء المباشرة.
- تجنب القيادة: الانتظار حتى تستقر الرؤية والحصول على موافقة الطبيب.
أفضل دكتور لعلاج تحرك عدسة العين من مكانها
يُعَدّ الدكتور أحمد يونس من أفضل الأطباء المتخصصين في علاج تحرك عدسة العين من مكانها، بفضل خبرته الواسعة في جراحات الشبكية والجسم الزجاجي وعلاج مضاعفات العدسات داخل العين.
يتميز الدكتور يونس بقدرته على اختيار الخطة العلاجية الأنسب لكل مريض، سواء من خلال التدخل الجراحي الدقيق أو المتابعة الطبية المتخصصة، مما يضمن أفضل نتائج ممكنة للحفاظ على وضوح الرؤية وسلامة العين.
أسئلة شائعة حول تحرك عدسة العين من مكانها
هل تحرك عدسة العين من مكانها شائع؟
لا، خلع وتحرك عدسة العين من مكانها بعد جراحة المياه البيضاء ليس شائعًا. وتتراوح نسبة حدوث خلع عدسة العين بعد الجراحة بين 0.2% و3%.
هل خلع عدسة العين خطير؟
نعم، هذه حالة خطيرة. إذا لم تُثبّت عدسة العين المخلوعة، فقد تُسبب مشاكل، مثل ارتفاع ضغط العين الذي قد يُسبب ألمًا في العين وفقدانًا دائمًا للبصر.
كما يُمكن أن تحتك العدسة بالقزحية وتُسبب التهابًا فيها. إذا سقطت العدسة إلى مؤخرة العين، فقد تُسبب تلفًا في الشبكية، بما في ذلك انفصال الشبكية.
في الختام، يمكن أن يُسبب تحرك عدسة العين من مكانها العديد من الأعراض المزعجة التي تؤثر على الرؤية وحياة المريض اليومية، لذا فإن التشخيص المبكر والتدخل السريع يساعدان بشكل كبير في تجنّب المضاعفات.
إذا كنت تعاني من أي من هذه الأعراض، لا تتردد في حجز موعد مع الدكتور أحمد يونس للحصول على تقييم دقيق وخطة علاجية متكاملة تناسب حالتك.
المصادر:
