على شكل نقاط سريعة سنبرز في هذا المقال أهم ما ينبغي معرفته عن طرق العلاج المُختلفة لاعتلال الشبكيَّة السُكَّري.
علينا التوضيح أنَّه لا يُوجد علاج نهائي لاعتلال الشبكيّة السكري، ولكن ترتكز فقط العلاجات الحاليّة على منع فقدان البصر وتأخيره وتقليله حسب درجة اعتلال الشبكية السكري وحالة المريض نفسه وتوقيت الاكتشاف. نحتاج فقط علاج اعتلال الشبكية السكري عند الوصول إلى مرحلة متقدمة تُهدد الرؤية أو في حالة وجود أعراض ناتجة عن اعتلال البقعة السكري. ومن المهم متابعة المريض في جميع المراحل، واتخاذ القرار المُناسب لكل حالة.
لا تنس كونه مريض سكري
يُعتبر أهم إجراء في حالة اعتلال الشبكيَّة السكَّري هو التحكم في مرض السكري ونفسه والحفاظ على مستويات سكر مُناسبة في الدم (HbA1c) في نطاق 6-7%، فالحفاظ على مستويات طبيعية يُقلِّل من تطور اعتلال الشبكية السكري بشكل كبير.
علاجات اعتلال الشبكية السكري المتقدم
بالنسبة لاعتلال الشبكية السكري المُهدد لفقدان البصر،تشمل العلاجات الرئيسية: العلاج بالليزر لعلاج نمو الأوعية الدموية الجديدة في الشبكيَّة في حالات اعتلال الشبكية السكري التكاثري، ولتثبيت بعض حالات اعتلال البقعة، حقن العين لعلاج الاعتلال البقعي الشديد المُهدِّد للبصر، وجراحة العيون المُتمثِّلة في استئصال الجسم الزجاجي لإزالة الدم أو النسيج الندبي من العين إذا لم يكن العلاج بالليزر ممكنًا بسبب تقدم مشاكل اعتلال الشبكية.
العلاج بالليزر
يستخدم التخثير الضوئي بالليزر في حالات التسرب الوريدي المُسبب للوذمة والارتشاح، أو في حالات ظهور الأوعية الدموية الجديدة غير الطبيعية في مؤخرة العين في المراحل المتقدمة من اعتلال الشبكية السكري؛ تميل الأوعية الدموية الجديدة إلى الضعف وغالبًا ما تسبب نزيفًا في العين. يُساعد هذا العلاج في استقرار التغيرات الناتجة عن مرض السكري وتفاقم مشاكل الرؤية.
عادةً ما يتم العلاج في العيادة الخارجية دون الحاجة إلى البقاء في المُستشفى، ويتضمن العلاج تسليط الليزر في العين بعد إعطاء مخدر موضعي. تُستخدم قطرات العين لتوسيع حدقة العين ومن ثمَّ تركيز الليزر على شبكية العين. يستغرق الإجراء عادةً حوالي 20-40 دقيقة، ويُعدُّ غير مؤلم، ولكن قد يشعر المريض بإحساس وخز حاد عند معالجة مناطق معينة من العين. قد تظهر بعض الآثار جانبية لبضع ساعات وتشمل:
- عدم وضوح الرؤية: من المهم وجود مُرافق لمساعدة المريض
- زيادة الحساسية للضوء: يُساعد ارتداء النظارات الشمسية على تكيُّف العينين
- الألم أو عدم الراحة: من الممكن أن تساعد مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية، مثل الباراسيتامول
تشمل المضاعفات المحتملة ما يلي:
- ضعف الرؤية الليلية أو المحيطية
- نزيف في العين
- عوامات طافية في مجال الرؤية
- ظهور بقعة عمياء صغيرة قريبة من مركز الرؤية
من المهم مُتابعة الطبيب واستشارته عند ملاحظة أي من هذه الأعراض أو في حالة مشاكل البصر بعد العلاج.
الحقن داخل الجسم الزجاجي
تُحقَن مضادات عامل نمو بطانة الأوعية الدموية (anti-VEGF) في الجسم الزجاجي، تعمل هذه الأدوية على إبطاء نمو الأوعية الدموية غير الطبيعية في شبكية العين، وتعالج الترسب والترشح في البقعة، ومن أشهر هذه المُضادات ليوسينتيس (Lucentis) بمادة رانيبيزوماب (ranibizumab)، والأفاستين (Avastin) بمادة بيفاكيزوماب (Bevacizumab)، والآيليا (Eyelea) بمادة الأفليبيرسيبت (aflibercept).
يمكن أحيانًا إعطاء حقن الستيرويدات بدلاً من المواد المضادة لـعامل نمو الأوعية الدموية، إذا لم تساعد الحقن المضادة على إبطاء تكاثر الأوعية.
استئصال الجسم الزجاجي
تُجرى جراحة استئصال الجسم الزجاجي في المراحل المتقدمة من اعتلال الشبكية السكري في حالة فشل العلاجات الأخرى كالعلاج بالليزر والحقن داخل الجسم الزجاجي. ويكون الهدف هو فقط منع فقدان البصر الكلي والرجوع لأفضل حالة للمريض قبل تدهورها تمامًا وليس إصلاح الحالة بالكلية.
نلجأ إلى العملية الجراحية في حالة انفصال الشبكية الاجتراري، والنزيف الزجاجي، والنزيف تحت الهلامي، والوذمة البقعية السكرية المزمنة المُقاومة للعلاج بالحقن داخل الجسم الزجاجي؛ وكلها عبارة عن مشاكل مُعقَّدة ناتجة عن اعتلال الشبكية السكري التكاثري عند وصول المريض لحالة من التدهور البصري المُتعذِّر علاجه.
كيف يختلف استئصال الجسم الزجاجي في اعتلال الشبكيَّة السكَّري مُقارنةً بالاستئصال في الحالات الأُخرى؟
يعتبر استئصال الجسم الزجاجي في العموم من أكثر جراحات العين تعقيدًا، وتُجرى في مراحل متقدمة من اعتلال الشبكية السكري. في هذه الحالة تكون الشبكية بأكملها مريضة وتظهر عليها علامات نقص التروية وفقدان إمدادات الدم. بالإضافة إلى إزالة الأغشية على شبكية العين، فعملية الإزالة الكاملة لهذه الأغشية دون أي ضرر للشبكية الأساسية ودون التسبب في حدوث أي تمزق أو نزيف كبير تُمثِّل تحديًا صعبًا.
عملية التعافي بعد استئصال الجسم الزجاجي
يعتمد التعافي البصري بعد هذه الحالة على مدة انفصال الشبكية والنزيف الزجاجي، وبالتالي فكلما أُجريت الجراحة في توقيت مُبكِّر كلما كان الناتج أفضل. يعتمد التعافي البصري على إمداد الدم من البقعة، وحالة العصب البصري.
من المهم إجراء الفحص الدقيق وتوثيق النتائج والبحث في حالة وجود أوعية دموية جديدة على القزحية (NVI) أو أوعية في الزاوية (NVA). حيث تحمل كلتا الحالتين تشخيصًا بصريًا سيئًا.
ويجب أيضًا التأكد من التحكم في مرض السكري وغيره من الأمراض مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب بشكل كافٍ قبل الشروع في جراحة استئصال الجسم الزجاجي، ويُنصح المرضى الذين يتناولون مضادات الصفائح مثل الأسبرين وكلوبيدوجريل بإيقاف هذه الأدوية قبل 3 أيام من الجراحة لتقليل فرص حدوث نزيف وهو من المضاعفات الشائعة التي يواجهها الأطباء أثناء الجراحة.
المراجع
[1] AAO
[2] Dovepress
[3] statpearls