بالرغم من أن عملية علاج المياه البيضاء من أكثر العمليات الشائعة والآمنة، إلَّا أنَّ عتامة الكبسولة الخلفية للعين تُعد من أكثر المضاعفات المصاحبة لتلك العملية، والتي قد تؤثر سلبًا على نتيجة علاج المياه البيضاء.
في المقال التالي، سنستعرض بالتفصيل كل ما يخص عتامة الكبسولة الخلفية للعين بعد عملية المياه البيضاء، وكيف يمكن تشخيص إعتام عدسة العين وطرق علاجها.
ما هي عتامة الكبسولة الخلفية للعين؟
لفهم عتامة الكبسولة الخلفية للعين (Posterior Capsule Opacification)، يجب علينا أولًا فهم حالات المياه البيضاء وطرق علاجها.
ينتج عن المياه البيضاء عتامةً في عدسة العين الداخلية، مما يصعب من وصول الضوء إلى الشبكية والرؤية بشكل سليم، لذا يلجأ الأطباء إلى إزالة الجزء التالف من تلك العدسة المعتمة واستبدالها بعدسة جديدة شفافة، مع الاحتفاظ بالكبسولة الخارجية، لزرع العدسة الجديدة بداخلها.
تشير عتامة الكبسولة الخلفية إلى حدوث تلف في كبسولة العين الخارجية، مما يؤدي إلى نفس أعراض المياه البيضاء مرة أخرى، فيصاب المريض حينها بحالة من تشوش الرؤية أو ضعف الإبصار خلال شهور أو سنوات من العملية.
أسباب عتامة الكبسولة الخلفية للعين
يحدث ذلك بسبب نمو بعض خلايا العدسة على الكبسولة، مما يؤدي إلى إعتام عدسة العين. أحيانًا يشير البعض إلى عتامة الكبسولة الخلفية للعين باسم إعتام عدسة العين الثانوي او المياه البيضاء الثانوية (secondary cataract)، أي التي تحدث نتيجة تدخل طبي، وهذا لا يعبر عن رجوع المياه البيضاء مرة أخرى، فالعدسة الجديدة تظل بحالتها ولا تتأثر في حالات عتامة الكبسولة الخلفية، والتي يعتبر علاجها أبسط وأسهل بكثير من علاج المياه البيضاء نفسها.
نسبة حدوث إعتام عدسة العين الثانوي بعد عملية المياه البيضاء
تحدث عتامة كبسولة العين الخلفية بعد عملية المياه البيضاء بنسبة تتراوح ما بين 20 إلى 50% من المرضى، وتظهر أعراضها خلال شهور إلى عدة سنوات من العملية (بحد أقصى 5 سنوات).
تزداد تلك النسبة في المرضى الأصغر سنًا مقارنة بغيرهم، خاصة في الأطفال، حيث أن النسبة قد تصل إلى 100%، مع حدوث بعض مشاكل الإبصار والمضاعفات الأخرى مثل نشوء الحَوَل (Amblyopia).
كيف يمكن تشخيص عتامة الكبسولة الخلفية للعين؟
في خلال السنوات الأولى بعد العملية، قد يعاني المريض من حدوث انخفاض في الرؤية أو تشوش في الإبصار، بالرغم من التحسن الملحوظ بعد العملية مباشرة.
يمكن تشخيص إعتام عدسة العين الثانوي ببساطة عن طريق سؤال المريض عن التاريخ المرضى وبداية ظهور الأعراض، وفحص العين بجهاز المصباح الشقي (slit lamp) في العيادة الخارجية.
علاج عتامة كبسولة العين الخلفية بالليزر
عند تشخيص عتامة كبسولة العين أو إعتام عدسة العين الثانوي بعد عملية المياه البيضاء، فإن أفضل طريقة لعلاج تلك الحالة هي العلاج بالليزر (YAG laser capsulotomy).
تعتبر عملية علاج عتامة الكبسولة الخلفية للعين بالليزر عملية سهلة وبسيطة، وتتم في العيادة الخارجية ولا تستغرق سوى عدة دقائق، عن طريق تلك الخطوات:
- يقوم الطبيب بتخدير العين باستخدام بعض قطرات مُعينة.
- تُستخدم قطرة أخرى لتوسيع حدقة العين.
- يقوم الطبيب بتوجيه الليزر (YAG laser) خلف كبسولة العدسة، ثم يقوم بعمل فتحة صغيرة في كبسولة العين.
بمجرد أن تصبح الرؤية واضحة بعد العملية، يمكن للمريض عادةً القيام بجميع أنشطته اليومية، ولكن قد يحتاج إلى شخص ما لتولي القيادة. إذا لم تكن لدى المريض أيَّة مشاكل أخرى في العين تؤثر على رؤيته، فعادةً ما يتحسن الإبصار في غضون 24 ساعة.
هل عملية علاج عتامة الكبسولة بالليزر مؤلمة؟
لا تعتبر عملية علاج إعتام عدسة العين الثانوي مُؤلمةً بالمرة، فهي عملية بسيطة تتم خلال بضع دقائق في العيادة الخارجية، ولا يحتاج الطبيب حتى إلى استخدام التخدير الكُلي للمريض.
يمكن للمريض أن يتابع مهامه اليومية بشكل طبيعي بعد العملية، ولكنه قد يشتكي من رؤية بعض الأجسام الدقيقة الطائِفة أمام العين، ولكن لا يجب القلق فسرعان ما يختفي ذلك خلال أسابيع قليلة من العملية.
الخلاصة
بالرغم من تطور الوسائل الطبية والطرق الحديثة المستخدمة في عمليات علاج المياه البيضاء، إلا أن عتامة العدسة الخلفية للعين أو إعتام عدسة العين الثانوي ما زالت من أكثر المضاعفات التي تؤرق الأطباء وتعد عبئًا على المنظومة الصحية.
إلا أنه، ولحسن الحظ، يمكن علاج مشكلة كبسولة العين بسهولة، خاصةً عند اكتشافها في وقتٍ مُبكِّر، لذا إن كان أي من قُرَّائِنا الأعزاء الذين خضعوا لعملية المياه البيضاء ويعانون حاليًا من أي مشكلة أو اضطراب في الرؤية أو ضعف في البصر، حتى إذا مر شهور أو سنوات على الإجراء، يجب التوجه للطبيب لمحاولة تشخيص سبب المشكلة وعلاجها في أقرب وقت.
المصادر
[1] AAO
[2] RNIB
[3] NCBI
[4] AAO