مضاعفات عملية المياه الزرقاء

كل ما تريد معرفته عن أشهر مضاعفات عملية المياه الزرقاء

تحرير: د. محمود قابيل

هل تعاني من الاصابة بالمياه الزرقاء وقرر الطبيب خضوعك لعملية جراحية للعلاج؟ ربما يدور في ذهنك حاليًا تساؤلات عديدة حول ماهية مضاعفات عملية المياه الزرقاء وهل هي حتمية أم من الممكن تفاديها، في مقالنا هذا، سنسرد كل ما هو مهم من المعلومات حول مضاعفات عملية المياه الزرقاء وكيفية حدوثها، وما هي أسباب فشل عملية المياه الزرقاء، وكيفية معرفة نجاح عملية المياه الزرقاء، ونصائح بعد عملية المياه الزرقاء، ومتى يستقر النظر بعد عملية المياه الزرقاء، وما هي إرشادات عملية المياه الزرقاء لكبار السن، وهل تعود المياه الزرقاء بعد العملية، وهل احمرار العين بعد عملية المياه الزرقاء من مضاعفات عملية المياه الزرقاء.

لماذا يضطر الأطباء لإجراء عملية جراحية لعلاج المياه الزرقاء؟

تعد المياه الزرقاء أو ما تعرف بالجلوكوما من أشهر أمراض العيون التي قد تُسبب فقدانًا للبصر، وذلك نتيجة لتسببها بضرر للعصب البصري، وعلى الرغم من وجود العديد من الأدوية لعلاج المياه الزرقاء -عادةً قطرات العين- والتي تعد دائمًا الخيار الأول للعلاج، إلا أنه في بعض الحالات المتقدمة أو التي لا تستجيب للعلاج بالأدوية قد يضطر الطبيب لإجراء عملية جراحية.

اعراض ما بعد عملية المياه الزرقاء

بعد عملية المياه الزرقاء، يمكن أن يواجه المرضى مجموعة من الأعراض التي تعتبر طبيعية خلال فترة التعافي. من بين اعراض ما بعد عملية المياه الزرقاء الشائعة:

  1. ضبابية الرؤية: قد يعاني المرضى من عدم وضوح في الرؤية أو رؤية ضبابية خلال الأيام الأولى بعد الجراحة، وهو أمر طبيعي نتيجة للتورم والتغيرات في العين.
  2. ألم وانزعاج: يمكن أن يشعر المريض ببعض الألم أو الانزعاج في العين، وعادةً ما يصف الطبيب مسكنات الألم أو القطرات العينية للمساعدة في تخفيف هذه الأعراض.
  3. احمرار العين: قد تظهر العين حمراء نتيجة للتهيج أو التورم بعد العملية.
  4. زيادة الحساسية للضوء: يمكن أن تصبح العين أكثر حساسية للضوء في الأيام الأولى بعد الجراحة.
  5. الدموع أو الإفرازات: قد يعاني المريض من زيادة في الدموع أو ظهور بعض الإفرازات من العين.
  6. الشعور بجسم غريب: يشعر بعض المرضى بوجود شيء غريب في العين، وهو غالبًا ناتج عن الجرح أو التغيرات المؤقتة في سطح العين.

عادةً ما تهدأ اعراض ما بعد عملية المياه الزرقاء مع مرور الوقت والشفاء التدريجي للعين، ولكن من المهم التواصل مع الطبيب في حالة زيادة شدة الأعراض أو استمرارها لفترة أطول من المتوقع. متابعة تعليمات الطبيب واستخدام الأدوية الموصوفة بانتظام يمكن أن يساعد في تسريع عملية الشفاء وتقليل اعراض ما بعد عملية المياه الزرقاء الجانبية.

الآثار الجانبية ومضاعفات عملية المياه الزرقاء

عندما يتعلق الأمر بالتدخل الجراحي لعلاج حالات المياه الزرقاء المتقدمة، فإن الفوائد عادة تفوق المخاطر، فللجراحة قدرة عالية على إبطاء تقدم المياه الزرقاء، يمكن أن تشمل مضاعفات عملية المياه الزرقاء ما يلي:

فقدان البصر المؤقت أو الدائم

على المدى القصير بعد الجراحة، قد تتسبب عملية المياه الزرقاء في فقدان الرؤية مؤقتًا، وفي حالات نادرة للغاية، يمكن أن يفقد المريض بصره بشكل دائم.

 مضاعفات عملية المياه الزرقاء

حدوث نزيف في العين

كما هو المعتاد مع العمليات الجراحية، قد يحدث نزيف داخل العين وهو أحد مضاعفات عملية المياه الزرقاء، وعلى الرغم من دور التقنيات الجراحية المتقدمة في تقليل فرص حدوث النزيف، إلا أنه يُعد من المضاعفات الخطيرة التي تتطلب تدخلاً سريعًا للسيطرة عليه.

قد يحدث النزيف أيضًا نتيجة تناول المريض لأدوية السيولة، ولذا من الضروري إخبار الطبيب بكافة الأدوية التي تتناولها ومن ثم اتباع تعليماته حول الاستمرار أو التوقف عن تناول الدواء قبل الجراحة.

الإصابة بالعدوى

يحرص الأطباء عادة على وصف المضادات الحيوية قبل الجراحة، وأثنائها، وبعدها، بالإضافة لاستخدام أعلى مستويات التطهير لتعقيم الأدوات المستخدمة؛ تجنبُا لإصابة المريض بالعدوى أثناء العملية الجراحية.

الإصابة بالعدوى من أشهر مضاعفات عملية المياه الزرقاء التي قد تهدد الرؤية وتسبب فقدانًا للبصر، وقد تحدث العدوى بعد أسابيع أو شهور، لذلك إذا كانت لديك علامات مبكرة للعدوى مثل احمرار العين بعد عملية المياه الزرقاء، أو الألم، يجب عليك الاتصال بطبيب العيون على الفور لتلقى العلاج المناسب وتجنب تفاقم الأمر.

انخفاض ضغط العين الشديد

قد تشمل مضاعفات عملية المياه الزرقاء حدوث انخفاض شديد فى ضغط العين بعد إجراء العملية بفترة قصيرة، حيث تتجمع السوائل خلف الشبكية وتؤثر على الرؤية بشكل مؤقت يختفي مع عودة ضغط العين لمستوياته الطبيعية، وفي بعض الأحيان، قد يتطلب الأمر تدخلاً جراحيًا لإصلاحه.

سقوط الجفن العلوي

تزداد نسبة تدلى الجفون العلوية بعد إجراء عملية المياه الزرقاء، خاصة عند استخدام عمليات زرع قنوات صرف الأخلاط المائية من العين. في هذه الحالة، عادة يحتاج المريض للخضوع لعملية تجميلة إضافية من شأنها إعادة الجفون العلوية لوضعها الطبيعى.

 مضاعفات عملية المياه الزرقاء

مضاعفات بشبكية العين

عادة ما يصاحب عمليات المياه الزرقاء حدوث ضرر بالشبكية نتيجة الارتباط الوثيق بين الجزأين الأمامي والخلفي للعين، حيث يلعب الانخفاض المفاجئ في الضغط نتيجة الجراحة دورًا بارزا فى العديد من أمراض الشبكية ومنها:

  • اعتلال شبكية العين
  • اعتلال البقعة الصفراء
  • النزيف الزجاجي
  • المياه الزرقاء الخبيثة
  • انفصال الشبكية
  • التهاب باطن مقلة العين
  • تكون الندبات

من مضاعفات عملية المياه الزرقاء تكون ندبات بدورها قد تؤدي لارتفاع ضغط العين، وقد تكون هذه الندبات خطيرة لدرجة تستلزم إعادة التدخل الجراحى أو الاستمرار في استخدام أدوية علاج المياه الزرقاء ومتابعة الطبيب المعالج.

الإصابة بالمياه البيضاء (الساد)

من الممكن أن تساهم عملية المياه الزرقاء في تشكل المياه البيضاء (cataract)، ما قد يتطلب تدخلاً جراحيًا تاليًا لإصلاحه. وتشمل جراحة المياه البيضاء إزالة العدسة الطبيعية للعين المصابة بالتعتيم وزراعة العدسات استبدالها بعدسة أخرى صناعية، ما يساهم بدوره في استعادة الرؤية لدى المريض بشكل كبير.

ما هي أسباب فشل عملية المياه الزرقاء وطرق علاجه؟

فشل عملية المياه الزرقاء هو أمر نادر ولكنه يمكن أن يحدث بسبب عدة عوامل تؤثر على فعالية الجراحة في تخفيف ضغط العين أو في تحقيق النتائج المرجوة. إليك بعض الأسباب الشائعة لفشل عملية المياه الزرقاء:

1. التندب الزائد:

  • قد يحدث تندب مفرط في الأنسجة، مما يمكن أن يغلق قنوات تصريف السائل، ويؤدي إلى عدم تقليل الضغط بشكل كافٍ.
  • استخدام أدوية مضادة للتندب مثل ميتوميسين C أثناء الجراحة قد يقلل من حدوث التندب.

2. عدم كفاية تصريف السائل:

  • قد لا تكون القناة المحدثة أثناء الجراحة كافية لتصريف السائل العيني بكفاءة، مما يؤدي إلى عدم انخفاض الضغط.
  • ويكون من الضروري إجراء جراحة إضافية لتحسين تصريف السائل.

3. انسداد القناة:

  • انسداد القناة الجديدة بواسطة الأنسجة أو الخلايا الالتهابية يمكن أن يؤدي إلى عدم فعالية الجراحة في خفض الضغط.
  • قد يتطلب الأمر تدخلًا جراحيًا أو طبيًا لإعادة فتح القناة.

4. التغيرات في تشريح العين:

  • بعض التغيرات في بنية العين أو حركة العين بعد الجراحة قد تؤثر على فعالية الإجراء.
  • مراجعة الطبيب بشكل دوري يمكن أن يساعد في تعديل أي تغيرات.

5. الاستجابة الفردية:

  • تختلف استجابة المرضى للعلاج والجراحة، وقد لا تحقق الجراحة النجاح المطلوب في بعض الأفراد. لا بد من تقييم الحالة الفردية وتوفير العلاج المناسب لكل مريض.

6. عدم الامتثال للعلاج الدوائي:

  • عدم اتباع تعليمات الطبيب بعد الجراحة بخصوص الأدوية والقطرات العينية يمكن أن يؤثر سلبًا على نجاح الجراحة. يجب التأكيد على أهمية الالتزام بتعليمات الطبيب ومواعيد الفحوصات الدورية.

7. تقدم المرض:

  • في بعض الحالات، قد يستمر تقدم مرض الجلوكوما على الرغم من العلاج الجراحي.
  • يتطلب ذلك إجراء تعديلات في خطة العلاج، بما في ذلك أدوية إضافية أو إجراءات جراحية أخرى.

8. المضاعفات الجراحية:

  • قد تحدث مضاعفات أثناء الجراحة مثل النزيف أو الالتهاب، مما يؤثر على نتائج العملية. يجب التعامل الفوري مع المضاعفات وإجراءات المتابعة المناسبة.

فشل عملية المياه الزرقاء يمكن أن ينجم عن عوامل متعددة تتعلق بالجراحة نفسها أو التغيرات التي تحدث في العين بعد الجراحة. من المهم إجراء الفحوصات الدورية والمتابعة مع طبيب العيون لضمان اكتشاف أي مشاكل مبكرًا وتعديل خطة العلاج حسب الحاجة. الالتزام بتعليمات الرعاية اللاحقة وتناول الأدوية الموصوفة يلعب دورًا كبيرًا في تحسين فرص نجاح الجراحة.

في النهاية، مضاعفات عملية المياه الزرقاء أغلبها نادر الحدوث، ما يجعل التدخل الجراحي حلاً فعالاً لعلاج المياه الزرقاء وضبط ضغط العين، فالأمر لا يحتمل القلق الشديد خاصة وأن التأخير فى علاج المياه الزرقاء يعرض عين المصاب للعديد من المخاطر قد تصل لفقدان البصر الدائم.

المصادر

[1] NCBI

[2] biomedcentral

[3] brightfocus

Comments are closed.