تحرير: د.محمود قابيل
تتعدد أسباب المياه الزرقاء في العين، ومن هذه الأسباب ما هو شائع الحدوث وما هو نادر، وقد يرتبط الأمر بارتفاع الضغط داخل العين، وفيما يأتي نناقش بعض أسباب المياه الزرقاء وما قد يصاحبها من عوامل خطر.
أسباب المياه الزرقاء في العين
وَفقًا للوضع التشريحي الطبيعي لمكونات العين، يتم إخراج السوائل الزائدة منها عن طريق قناة تشبه الشبكة؛ حتى يتم التخلص منها أولاً بأول.
في بعض الأحيان، لا يتم تصريف هذه السوائل من داخل العين إلى خارجها بالمعدل المطلوب، ويكون ذلك غالبًا بسبب حدوث انسداد في هذه القناة لأي سبب. ومن الممكن كذلك أن تكون القناة طبيعية؛ وحينها تكون المشكلة في العين عند قيامها بإفراز كمية من السوائل الزائدة عن قدرة العين في تصريفها.
في كلتا الحالتين السابقتين، تبدأ هذه السوائل في التراكم داخل أنسجة العين دون تصريف؛ ممّا يضر بالأنسجة، ويبدأ تطور المياه الزرقاء بها. وغالبًا ما يكون ذلك مصحوبًا بزيادة معدل الضغط داخل العين؛ ما يعني إمكانية الإضرار بالعصب البصري.
في الحقيقة، ليس هناك سبب واضح لحدوث مثل هذه المشكلات السابقة؛ ولكن يسود الاعتقاد بمساهَمة العديد من العوامل في نشوء الحالة، مثل الجينات الوراثية وانسداد القناة أيضًا بفعل أجزاء من طبقة القزحية وهم من أشهر أسباب المياه الزرقاء.

مساهمات أخرى لحدوث المياه الزرقاء في العين
توجد بعض أسباب المياه الزرقاء غير الشائعة، والتي يتوقع البعض مساهَمتها -ولو بنسبة بسيطة- في تطور مرض المياه الزرقاء، ومن أهم هذه الأسباب ما يأتي:
- حدوث جرح لأنسجة العين سواء بأداة معينة أو بمادة كيميائية ضارة
- انسداد بالأوعية الدموية الموجودة داخل العين والمسؤولة عن تغذية خلاياها والتخلص من مستهلكاتها
- العدوى من الدرجة الشديدة
- التهابات أنسجة العين
- الجراحات؛ فمن الممكن أن تُجرَى جراحة بالعين بهدف إصلاح مشكلة معينة وتتسبب في إحداث مشكلة أخرى كالمياه الزرقاء

عوامل خطر الإصابة بالمياه الزرقاء
هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تساهم في زيادة فرصة تطور مشكلة المياه الزرقاء بالعين، ونناقش أهم هذه العوامل من خلال الفقرات الآتية.
العمر
وَفقًا لما تم إجراؤه من إحصائيات تخص هذا المرض، تزداد احتمالية حدوثه لدى مَنْ تخطوا عمر الأربعين عامًا، ولكن ذلك لا ينفي إمكانية حدوثه لدى الشباب أو الصغار أو حتى الأطفال.
العرق الإثني
وَفقًا كذلك للإحصاءات التي أُجريت في هذا الشأن، تزداد احتمالية الإصابة بالمياه الزرقاء في العين إذا كان أصل الشخص إفريقي أمريكي، أو أيرلندي، أو روسي، أو ياباني، أو إسباني، أو اسكندنافي.
التاريخ العائلي
كما ذكرنا بالأعلى، من الممكن أن يكون للچينات الوراثية أثر في نقل هذا المرض من الآباء إلى الأبناء، أي ترتفع فرصة نشوء هذا المرض إذا كان أحد أفراد العائلة قد عانى أو يعاني منه.
ضعف النظر
تزداد فرصة معاناتك من مرض المياه الزرقاء إذا لم تكن حِدّة النظر لديك بقوتها الطبيعية.
الأمراض المزمنة
ترتفع احتمالية الإصابة بمرض المياه الزرقاء إذا كان الشخص يعاني من مرض مزمن كداء السكري.
الأدوية
من الممكن زيادة احتمالية الإصابة بأمراض مختلفة منها المياه الزرقاء، عند تناول الشخص الأدوية بشكل عشوائي دون التزام بجرعاتها ومواعيدها المضبوطة. وتُعَد الأدوية الستيرويدية والعلاجات التي تؤخَذ دون وصفة طبية من أشهر الأمثلة على هذه الأدوية.
يمكن أيضًا لبعض الأدوية المستخدَمة في علاج الصرع، أو مشاكل المثانة البولية، أو بعض القطرات المساهمة في حدوث المياه الزرقاء في العين.
الجروح
من الممكن أن تتسبب بعض الجروح التي تحدث لأنسجة العين في إحداث مشكلة المياه الزرقاء بها، ويحدث ذلك في العين المتضررة سواء كانت واحدة منهما أو كلتيهما.
سُمك القرنية
من الممكن أن يؤثر سُمك قرنية العين في احتمالية حدوث المياه الزرقاء بها؛ حيث تزداد احتمالية حدوثها كلما كانت القرنية رفيعة.
أمراض القلب والأوعية الدموية
غالبًا ما يكون حدوث المياه الزرقاء مصحوبًا بارتفاع في الضغط داخل العين، وهو ما قد يكون ناتجًا عن ارتفاع ضغط الدم بالجسم عامةً، لذا يمكن اعتبار ارتفاع ضغط الدم أحد أسباب المياه الزرقاء في العين.
من الممكن أن تتسبب بعض أمراض القلب في رفع قيمة ضغط الدم؛ ما يجعلها تساهم في إحداث نفس المشكلة. هناك أيضًا بعض أمراض الدم التي بإمكانها المساهَمة في ذلك، وتُعَد (أنيميا الخلايا المنجلية) من أشهر الأمثلة عليها.
هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية هذا المقال، والذي خصَّصناه للحديث عن أشهر أسباب المياه الزرقاء التي قد تساهم في حدوث مشكلة المياه الزرقاء أو تطورها، كما قمنا أيضًا بالإشارة إلى أهم العوامل المساهِمة في زيادة احتمالية حدوث هذه المشكلة.
المصادر
[1] WebMD
[2] NHS
[3] glaucoma
[4] healthline