تحرير: د.محمود قابيل
المياه الزرقاء في العين مرض واسع الانتشار خاصة بين دول القارة الإفريقية، وهو أحد أكثر الأمراض المسبِّبة لفقدان البصر. من الممكن أن يبدأ هذا المرض شديدًا بشكل مفاجئ، وقد يبدأ قليلَ الحِدّة ثم يتطور تدريجيًّا فيما يلي نتعرف بالتفصيل على المياه الزرقاء في العين أسبابها وعلاجها كما نتعرف على تاريخ مرض المياه الزرقاءفي العين وما تعني المياه الزرقاء في العين بالانجليزي .
ما هي المياه الزرقاء في العين؟
مرض المياه الزرقاء (الجلوكوما) هو ناتج مجموعة من المشكلات والتغيرات التي تؤدي لحدوث مشكلة في الإبصار وتلف العصب البصري المسؤول عن التحكم في عملية الاتصال بين العين والمخ. لمرض المياه الزرقاء في العين أنواع متعددة، منها ما هو شائع وما هو نادر، ومن الممكن أن يساهمَ أي نوع منهم في فقدان البصر.
تتمثل آلية حدوث هذا المرض في تراكُم قدر زائد من السوائل في المنطقة الأمامية من العين؛ ما يساهم في زيادة ضغط العين الواقع بداخلها. من الممكن أن تتطور المياه الزرقاء في العين لدى المرضى بأي عمر؛ ولكن تزداد نسبة حدوثها بعد تخطي عمر السبعين، كما أنها قد تساهم بشكل واضح كناتج نهائي في فقدان المريض القدرة على الإبصار إذا لم تُشخَّص وتعالَج مبكرًا، ومن سوء الحظ أن فقدان النظر هنا يكون ضرره دائمًا وليس مؤقتًا.
اقرأ المزيد عن: سارق البصر الصامت: أعراض المياه الزرقاء لأشهر 6 أنواع
قد يكون للچينات الوراثية دور في المعاناة من هذا المرض، وقد يساهم ضغط الدم المرتفع كذلك في حدوثه، كما توجد أيضًا بعض الأدوية التي قد تساهم في تطوره كعَرَض جانبي لها إذا تم استخدامها بصورة عشوائية.
من حسن الحظ أن هناك أكثر من وسيلة متاحة حاليًا لعلاج هذا المرض، مثل: بعض الأدوية، والجراحة، وكذلك العلاج بالليزر، وإذا تم علاج المرض مبكرًا بعد اكتشافه، من المتوقَّع أن يتوقف عن التطور أو -على الأقل- سيتناقص تطوره بصورة واضحة.
المياه الزرقاء في العين بالانجليزي
تعني المياه الزرقاء في العين بالانجليزي Glaucoma ويطلق على الجلوكوما أيضا “الزّرَق”، وهي ليست مرضًا واحدًا، مجموعة من الظروف التي تصيب العين وتؤدي إلى حدوث تلف في العصب البصري.
سبب تسمية المياه الزرقاء “الجلوكوما” بالإغريقي تعود إلى أن المريض يرى هالات زرقاء حول مصدر الضوء. وتختلف أسباب مرض الجلوكوما حسب نوعها، كما أن ارتفاع الضغط في العين يعد مسبب رئيسي، وهذا يحدث نتيجة عدم توازن بين كمية السائل الذي يفرز داخل العين وتصريفه.
تاريخ مرض الجلوكوما (المياه الزرقاء في العين)
يأتي أصل مصطلح “جلوكوما” مشتَقًّا من اللغة اليونانية القديمة بمعنى العيون التي تتصف بلون غير داكن، كالأزرق والأخضر، ثم أُخِذ المصطلحُ من اللغة الصينية بمعنى العين ذات اللون السماوي. بعد توضيح ما هي المياه الزرقاء في العين، نوضح الآن تاريخ هذا المرض على فترات مختلفة.
المياه الزرقاء في العين ما قبل عام 1800م
تم وصف العلاقة التي تربط بين مرض المياه الزرقاء في العين وارتفاع الضغط بداخلها لأول مرة خلال عام 1622 للميلاد، وكان ذلك على يد الإنجليزي ريتشارد بانيستر (Richard Banister).
المياه الزرقاء في العين ما بين 1800 و1900م
خلال عام 1806 للميلاد، تم علاج أحد أنواع هذا المرض لأول مرة من خلال استخراج المياه البيضاء من داخل العين، وتمت هذه العملية في بوسطن على يد چون كولينز وارين (John Collins Warren). ,خلال عام 1851 للميلاد، تمكَّنَ أطباء العيون للمرة الأولى من تحديد الملامح التي تميز مرض الجلوكوما المياه الزرقاء عن غيره، وتم ذلك بعد اختراع منظار العين خلال نفس العام على يد هيرمان هيلمهولتز (Hermann Helmholtz).
خلال فترة السبعينيات من القرن التاسع عشر، تم ابتكار أول دواء مختص وفعال في تقليل الضغط داخل العين، وهو: البيلوكاربين (Pilocarpine).
مرض المياه الزرقاء في العين ما بين 1900 و1950م
خلال عام 1905 للميلاد، تم ابتكار أول أداة متخصصة في قياس الضغط داخل العين لتعطي نتائج دقيقة. وكان ذلك على يد طبيب نرويجي مختص في طب العيون يُدعَى هيالمر أوجاست شوتز (Hjalmar August Schiotz).
بعد حوالي 50 عامًا من هذا الابتكار، طُوِّر مقياسٌ لتوتر العيون مختصٌّ هو الآخر في قياس الضغط داخل العين، ولكن هذه المرة كان التطوير في سويسرا على يد هانز جولدمان (Hans Goldmann).
ومن الجدير بالذكر أن هذا المقياس لا يزال هو المعيار الرئيسي المستخدَم في تشخيص هذا المرض حتى الآن، على الرغم من ظهور العديد من الإبتكارات بعده.
مرض المياه الزرقاء في العين ما بعد عام 1950م
خلال هذه الفترة الزمنية، تم اكتشاف العديد من الآليات المَرَضية التي يُتوقَّع مساهمتُها في تطور مرض الجلوكوما أو المياه الزرقاء، وتشمل على سبيل المثال -بجانب ارتفاع ضغط العين-: نقص الإمداد الدموي والغذاء الواصل للعصب البصري و طبقة الشبكية.
ذكرنا بالأعلى أن أول دواء تم ابتكاره خلال فترة السبعينيات من القرن التاسع عشر، ولكن في فترة السبعينيات من القرن العشرين، تم إدراج مجموعة من القطرات ضمن أدوية علاج مرض الجلوكوما، وتسمى قطرات حاصرات بيتا (Beta Blockers).
في منتصف فترة التسعينيات من القرن العشرين، بدأ إدراج مجموعات أخرى من الأدوية ضمن العلاجات الدوائية لمرض المياه الزرقاء، ومنها ما تُسمى نظائر البروستاجلاندين (Prostaglandin Analogues).
منذ ذلك الوقت، وحتى وقتنا هذا، تم ابتكار العديد من الوسائل المفيدة في علاج المياه الزرقاء جراحيًّا، وبعدها تم التركيز على الوسائل التي لا تؤدي إلى إحداث توغل كبير في أنسجة العين، مثل: الليزر والجراحات الدقيقة.
اقرأ المزيد عن:
أبرز المعلومات عن المياه الزرقاء مفتوحة الزاوية
المياه الزرقاء منغلقة الزاوية: حالة طبية طارئة
كل ما تريد معرفته عن أشهر مضاعفات عملية المياه الزرقاء
كل ما تود معرفته عن عمليات المياه الزرقاء في العين
علاج المياه الزرقاء في العين
الآن نكون قد انتهينا من حديثنا عن أهم التفاصيل التي توضح ما هي مرض المياه الزرقاء في العين ومدى خطورتها في المساهَمة في فقدان البصر إذا لم يتم الاهتمام بعلاجها، كما حاولنا أيضًا توضيح بعض التفاصيل التي تخص تاريخ اكتشاف هذا المرض ووسائل علاجه الموجودة حاليًا.
المصادر
[1] NHS
[2] webMD